
وبدايةً لابد لنا من الإشارة إلى مساهمة المنتجع الفاخر في الثقافة المعمارية العالمية، حيث يكشف التصميم المذهل عن اندماجٍ متوازن بين العمارة المحلية والتصميم المعاصر، ويجمع بين الهندسة المعمارية التقليدية في بالي والأراضي الطبيعية في إطار من المعالجة الديناميكية الحديثة للمساحة والشكل، ويستند التصميم بشكلٍ أساسي حول الملذات التي يتميز بها الموقع بدلاً من تجميع الصور النمطية لمدينة بالي أو المنتجعات المعروفة.

كما وقد تمّ ابتكار السقف المنخفض المصطب باستخدام أحجار الخفان البركانية المحلية، والتي تعتبر مادةً طبيعيةً عازلة من شأنها تدعيم نباتات السرخس المحلية، وتقوم هذه الأسقف بالاندماج والأراضي الطبيعية على نحوٍ ساحر، مع الحفاظ على المشاهد البانورامية المفتوحة والشاسعة، والتي تضيف على الموقع ألقاً وبهاءً.
أما غرف الفندق فقد تم تصميمها على شكل حدائق ولكن سكنية، أكثر من كونها مجرد غرف داخلية، حيث تقوم جدران الحديقة مقام جدران الغرفة، والتي يخيّم على كافة نشاطاتها من النوم والأكل إلى التنزه والاستحمام أجواء الحديقة البيئية، في حين تحظى كل فيلا في الفندق ببركة سباحة وكوخ صغير يطلّ على شاطئ البحر.
بينما تمّ تصميم الفلل الواقعة على جانبي التل على شكل أجنحةٍ ترتبط مع بعضها البعض من خلال جسور عبر حدائق المياه، والتي تبدو من بعيد وقد تمّ إقحامها في جانبي التل بهيئة تراسات، حيث تقوم كل فيلا بتشكيل المشهد الأمامي للفيلا التي وراءها.
وبالانتقال إلى العلاقة بين التصميم والموقع العام، يمكننا القول بأن معماريي WOHA قد قاموا بالتركيز على صفات الموقع منذ البداية، حيث نلاحظ بأن المخطط الرئيسي للمنتجع يحترم الخطوط العريضة، فقد تمّ الحفاظ على كل الأشجار الكبيرة أو المزروعة، كما وقد تمّ مسح وتوثيق الغطاء النباتي للموقع ومن ثمّ تمّ إرسال العينات إلى حدائق Kew البريطانية لتحديد الهوية.
وبدأ العمل على نشر النباتات المحلية بدلاً من الأنواع الغريبة التي كانت تُستخدم في الأراضي الطبيعية، حيث تتلاءم هذه النباتات وطقس السافانا الجاف ويمكن أن نراها مزهرةً بشكلٍ مذهل في موسم الجفاف، من خلال عرض فريد من الزهور الموسمية، بالإضافة إلى حاجة هذه الحدائق المتواضعة من المياه، الأمر الذي سوف يشجع الحيوانات والطيور المحلية البقاء في المنطقة.
وبالحديث عن المواد المستخدمة في تصميم المنتجع، يمكننا القول بأن جميع المواد هي من مصادر محلية، فقد تم تشييد الجدران الحجرية باستخدام الأحجار الموجودة في الموقع بفعل اقتطاع الطرقات، في حين أن جميع المواد الأخرى هي إما من بالي أو من جزيرة جافا المجاورة، حيث تتضمن الأخشاب المستدامة أخشاب الخيزران وجوز الهند.


• خلق تصميم يحترم الخطوط العريضة للطبيعة.
• جمع وتدوير مياه الأمطار في برك احتجازية.
• إعادة رفد المياه الجوفية عن طريق التسريب والحدائق المطرية.
• تحويل كافة مياه الصرف الصحي إلى مياه رمادية لسقاية النباتات والمراحيض.
• معالجة كافة مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الصحي المعاد تدويرها بواسطة نظام المياه الرمادية.
• التركيز على بناء الأجزاء المتدلية ضخمة الكتلة للسماح بالتبريد الطبيعي.
• تسخين المياه باستخدام مضخات الحرارة.
• المناظر الطبيعية القائمة على النباتات الطبيعية لتشجيع الحياة البرية.
• زراعة النباتات الطبيعية الملاءمة للمناخ الجاف لتوفير المياه.
• إعادة تدوير و-أو تصنيع و-أو الأخشاب المتجددة.
• المواد ذات المصادر المحلية وحتى في الموقع مثل الجدران الحجرية.
• برك المياه المالحة بدلاً من استخدام الكلور.
• فصل النفايات وإعادة تدويرها.
• التهوية الطبيعية في الأماكن العامة.
• العلاج بالنمل الأبيض غير الكيميائي.
• استخدام المواد الحافظة غير السامة للأخشاب والخيزران.
• إضاءة منخفضة الطاقة.
• برامج توعية عن الطبيعة للنزلاء.
• مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة خارج المنتجع.
• توظيف الأيدي العاملة المحلية من سكان القرى المحيطة.
وأخيراً فإن هذا المنتجع الفريد استطاع أن يكون نقطةً بارزةً بين المنتجعات، حيث الرفاهية لا تعني أبداً الإسراف، ولكن وبدلاً من ذلك إنها الاستمتاع بالبهجة التي يجلبها الجمال الطبيعي والإحساس بالمكان، فقد استطاع المشروع أن يحتضن الأراضي الطبيعية بشكلٍ مؤثر، على الرغم من وقوعه في منطقة ريفية فقيرة وجافة، كما وقد نجح بالاستعاضة عن الزراعة الهامشية بالسياحة، والتي من شأنها توفي فرص العمل للسكان المحليين والمحافظة على النباتات والحيوانات المحلية.
إنه عرضٌ رائع للمهارات والمواد المحلية، والذي يعزز من موقف السكان الذين يفتخرون بكونهم أبناء هذا المكان ورغبتهم الشديدة بالحفاظ عليه وإظهار مفاتنه.
مصدر: البوابة العربية للأخبار المعمارية
0 comments:
إرسال تعليق