الخميس، ديسمبر 29، 2011

«الصين المصغرة» تواصل النمو رغم الأزمة

تتمتع إندونيسيا بحالة اقتصادية جيدة تتسم بنمو مطرد وموارد وافرة وديون قليلة في حين أصبحت اقتصادات العالم منهكة القوى، ما يدفع المحللين إلى الاعتقاد بأن هذه «الصين المصغرة» ستتقدم على فرنسا وألمانيا خلال بضعة عقود.

وفي المراكز التجارية الرخامية، تتبختر سيدات جاكرتا الأنيقات حاملات آخر صيحة من حقائب «هيرميس» اليدوية.. وفي ناطحات السحاب الزجاجية والفولاذية يجني الكوادر الشبان ثروات هائلة... فلا شك في أن إندونيسيا قد التحقت بركب البلدان الناشئة الكبيرة أي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.

وقد يكون خير دليل على هذا النمو الطلبية التي تقدمت بها شركة الخطوط الجوية الإندونيسية «لايون إير» لشراء 230 طائرة «بوينغ» بقيمة 22 مليار دولار تقريبا وهي قيمة قياسية لا سابق لها في عالم الملاحة الجوية.

وتشير توقعات المصرف البريطاني «ستاندارد تشارترد» إلى أن إندونيسيا التي تعتبر الأولى اقتصاديا في جنوب شرق آسيا «ستنضم إلى أكبر عشر قوى عالمية في عام 2020 وإلى أكبر ست قوى عالمية في عام 2030». وبالتالي، ستتقدم إندونيسيا التي تضم 240 مليون نسمة و17500 جزيرة على ألمانيا وبريطانيا وفرنسا لتحل مباشرة خلف الصين والولايات المتحدة والهند والبرازيل واليابان. ويذكر المصرف بأن إندونيسيا عضو في مجموعة البلدان العشرين المرموقة التي تضم أبرز البلدان الغنية والناشئة.

ومنذ عام 2005، يشهد أكبر بلد مسلم في العالم نموا سنويا بنسبة %6 تقريبا. ومن المتوقع أن يتزايد هذا النمو ليصل إلى %6.6 خلال الفترة الممتدة من عام 2012 إلى عام 2016، وفقا لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية التي تضيف أن اقتصاد إندونيسيا سيصبح الاقتصاد الأكثر دينامية في جنوب شرق آسيا.

ويبقى النمو الذي تشهده إندونيسيا أفضل من ذلك المسجل في الهند والذي انخفض إلى ما دون الـ%7 للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين وأفضل من النمو الذي تشهده الصين والذي تراجع بدوره إلى %9.1 هذه السنة مقابل %10.4 سنة 2010.

ويشرح الاقتصادي في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية تاناكا كينسوكي أن المعجزة الاقتصادية تعزى إلى «الطلب الداخلي القوي جدا».
ومع أن الناتج المحلي الإجمالي لا يزال منخفضا مع 4200 دولار بحسب البنك الدولي أي أنه يحتل المرتبة 157 على الصعيد العالمي فإن الطبقة الوسطى المحبة للاستهلاك تشهد ازديادا ملحوظا في البلد الرابع في العالم من حيث الكثافة السكانية. وتتفوق إندونيسيا بعدد سكانها البالغ 50 مليون نسمة على الهند ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 171 مليون نسمة بحلول عام 2020، وفقا لمصرف «ستاندرد تشارترد».

وبما أن الاستهلاك الداخلي يشكل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي في إندونيسيا، لا يعول الاقتصاد كثيرا على الصادرات وهو أقل عرضة لتقلبات الأسواق الأوروبية والأميركية.
وتعتبر إندونيسيا أول مصدر للقصدير وزيت النخيل الخام وثاني مصدر للفحم في العالم وقد ارتفعت مبيعاتها في الخارج بنسبة %30 خلال الأشهر العشرة الأولى من السنة.

مصدر: صحيفة العرب القطرية

0 comments:

إرسال تعليق