إندونيسيا ,جزر البهارات والتنوع البيئي الساحر

تعتبر إندونيسيا هي أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، وتسمى عند كثير من السياح والمثقفين المهتمين ب "جزر البهارات" لأنها تشتهر بها عالمياً، ويشكل أرخبيل الملايو الجزء الرئيسي الأكبر من تلك البلاد ذات المناخ الاستوائي الحار والتي تفتخر بتنوع واسع في الطبيعة والتضاريس,

مما يوفر للسائح فرصاً كثيرة للاستمتاع بالمناظر الخلابة والمشاهد البانورامية الرائعة, إضافة إلى هذا الغنى في التنوع فإن إندونيسيا بلد غني بآثاره وبثقافته وتقاليده نظراً لما تعاقب عليه من حضارات منذ فجر التاريخ.

"مدينة النصر"هي عاصمة إندونيسيا وأكبر مدنها وأهمها, تقع غرب جزيرة جاوا, يزيد عدد سكانها على 18 مليوناً وبسبب تجارة التوابل والبهارات والصناعات اليدوية حققت شهرة عالمية واسعة لذاتها ولإندونيسيا بشكل عام, وأصبحت المدينة من أهم عواصم آسيا والعالم تعج بالمتاجر والأسواق والمطاعم والمعارض والمراكز التجارية يتمازج فيها بكل انسجام القديم التقليدي والحديث والروحي والمادي مما جعلها وجهة جذب سياحي.

لعل أول ما يلفت انتباه السائح لدى وصوله هو "مطار سوكارنو" الدولي بحجمه ومرافقه ومبانيه وسوقه الحرة وما يضمه من سلسلة من المطاعم والمتاجر الراقية التي تعرض مجموعات كبيرة من التحف والهدايا ، كما يسترعي الأنظار بشكل جذاب اندماج الطبيعة الساحرة بالمباني العصرية الشاهقة والطرق الحديثة.

أما"مسجد الاستقلال" يُعتبر تحفة معمارية تخطف الأبصار بتصميمه الجميل وقبابه ومآذنه وهو أكبر المساجد في جنوب شرقي آسيا ويقع في الزاوية الشمالية الشرقية لساحة "مارديكا" الشهيرة.

"برج موناس " وهو نصب تذكاري وطني بُني عام 5 194, ليُجسد تصميم الشعب الإندونيسي في الحصول على حريته واستقلاله ويرتفع إلى علو 137 متراً وقد كسيت قمته بـ 35 كيلوجراماً من الذهب الخالص، ويوجد بجانبه متحف تاريخي صغير يضم معروضات تاريخية وأثرية تمثل مراحل تاريخية وثقافية مختلفة.

تزدحم "مدينة النصر"بالأسواق التقليدية والشعبية والحديثة كذلك، وتكتظ بالسلع والمنتجات اليدوية والعصرية ولكن أهم هذه الأسواق:

* سوق جالان سورا بايا: وهو سوق شعبي تاريخي يحرص كل زائر على ألا تفوته جولة فيه حيث تصطف فيه والمتاجر على جانبيه لمسافة كيلومتر التي تبيع التحف والمنحوتات الصخرية والخشبية والعديد من المنتجات التي تمثل التراث الشعبي الإندونيسي.

• سوق ومتنزه انشول: يقع في ضاحية تشبه الكورنيش في مدننا العربية في شمال جاكرتا ويضم عدداً كبيراً من المتاجر التي تعرض ما هو قديم وتراثي وحديث, ومما يزيد الإقبال عليه وجود زاوية بحرية تنطلق منها القوارب واليخوت إلى الجزر القريبة, والعديد من المسارح المفتوحة التي تقدم مختلف العروض الفولكلورية.

• سوق سوندا كيلابا: يقع في الميناء القديم ,يرمز إلى نشأة المدينة قبل خمسة قرون تقريباً وهو من الأماكن التاريخية المثيرة للاهتمام التي تجتذب السياح, ويضم متحفاً بحرياً يحكي تاريخ الحضارة في جزيرة جاوا وتطور الحياة فيها، ويشد انتباه الزوار وجود كثير من السفن الخشبية القديمة التي لا تزال تعمل فيه.

• "مدينة الزهور" هي أحد أبرز الألقاب التي تطلق على مدينة "باندونغ "عاصمة مقاطعة غرب جاوا والمدينة الإندونيسية الرابعة من حيث الأهمية, وقد تأسست عام 1906 حيث كانت قبل ذلك مجموعة من القرى، وتحيط بها الجبال البركانية مما عرضها لعدة كوارث في فترات متباينة، وتتميز باندونغ بمزارع الشاي والأرز والينابيع المعدنية الحارة وخاصة ينابيع "سياتر" الاستشفائية.

ولأنها تضم عدداً هائلاً من الجزر تعتبر إندونيسيا إحدى أكبر الدول المتعددة الثقافات في العالم، لذا ففيها المئات من ألوان الموسيقا وأنواعها النابعة من هذا التنوع الواسع.