الثلاثاء، يونيو 01، 2010

"بيت القرآن" سياحة روحية بإندونيسيا

أقدم المخطوطات بالمتحف يرجع للقرن الثاني عشر الميلادي (الجزيرة نت)


على أطراف العاصمة الإندونيسية جاكرتا, يجد الباحثون عن السياحة الروحية مبتغاهم, حيث تقع حديقة "تمان مني", التي تضم "بيت القرآن" وهو أحد أبرز مرافقها.
تحوي الحديقة أهم المعالم السياحية وفي مقدمتها المتاحف ونماذج دور العبادة وأشكال مصغرة لمعالم إندونيسيا البارزة. ويقول المشرفون على "بيت القرآن" إن الحديقة لا تمثل فقط سياحة للجسد, حيث يعد "بيت القرآن" فيها سياحة للروح أيضا.
نشأت فكرة "بيت القرآن" بإندونيسيا عندما أهدي للرئيس الأسبق سوهارتو مصحف بحجم كبير عام 1994, حيث اغتنم وزير الشؤون الدينية الأسبق ترمذي طاهر الفرصة واقترح بناء متحف يضم النسخ النادرة للقرآن الكريم ومخطوطاته.
الحاج محمد صاحب: بيت القرآن يمثل فرصة للتأمل (الجزيرة نت)
وافتتح "بيت القرآن" رسميا في 20 أبريل/نيسان 1997, بالذكرى الخمسين للاستقلال, وتعد سوهارتيني زوجة سوهارتو من أهم مؤسسيه.
ويؤكد الحاج محمد صاحب رئيس لجنة تصحيح المصحف في إندونيسيا أن "بيت القرآن يمثل فرصة للتأمل", كما أنه ليس مجرد متحف للكتاب الكريم, بل هو جزء من منظومة متكاملة تعنى بالإشراف على طباعة ومراجعة المصاحف, وهو تابع لوزارة الشؤون الدينية.
أقسام متعددة

ويشير صاحب إلى أن "بيت القرآن" يضم ثلاثة أقسام رئيسة, الأول لضبط وتصحيح النسخ وهو مكون من لجنة من القراء والمشايخ مهمتهم مراجعة نسخ الكتاب الكريم سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية.
أما القسم الثاني, فهو متخصص بدراسات القرآن ومتابعة البحوث والتفاسير, ويهدف لتطبيق مضمون النص القرآني المنصوص عليه بالآية الكريمة بأنه "هدى للناس". أما القسم الأخير فيهتم بصيانة المصحف ماديا والعناية.
وأما زوار "بيت القرآن" الذين يبلغ عددهم شهريا نحو 350 ألفا يشكل الطلاب غالبيتهم, فمنهم من يأتي للإطلاع والمشاهدة, وبعضهم من دارسي علوم القرآن يأتون لإتمام بحوثهم ودراساتهم.
واحد من مصاحف السندوية ذوات الهوامش المزخرفة (الجزيرة نت)
كما تعقد في "البيت" مؤتمرات وورشات عمل ومعارض إسلامية دائمة بالموقع نفسه ومتجولة بالمناطق والأقاليم بالتعاون مع واجهات إسلامية متعددة داخليا وخارجيا.
نسخ نادرة

ويوجد بالمتحف نسخ المصحف التي طبعت في إندونيسيا, مثل نسخة "ونوسوبو" (إحدى مناطق جاوا الشرقية) وهي أكبر مصحف هنا, ومصحف الاستقلال وهو مصحف الدولة الرسمي, ومصحف "سوندا" ذي الهوامش المزخرفة, والمصحف الدولي الإندونيسي الذي طبع خاصة لإهدائه لزوار الدولة الرسميين, وهناك المصحف البانجاري المزخرف من جزيرة كالمانتان, والمصحف الخاص بالمكفوفين.
أما أقدم المخطوطات فهي ما تم العثور عليه في القرن الثاني عشر الميلادي, وهو مخطوط بيد الخطاط الشهير نور تشهيا من جزر الملوك.
تجدر الإشارة إلى أنه لم تكن بإندونيسيا طباعة خاصة للمصحف, وإنما كان الاعتماد على النسخ التي تأتي من البلاد العربية والهند وباكستان, غير أن اختلاف علامات الوقف والترقيم والحركات أحدثت إشكالا لدى الإندونيسيين, مما دفع المسؤولين في إندونيسيا -بحسب الحاج صاحب- إلى طباعة نسخة خاصة للمصحف سميت "مصحف قياسي إندونيسيا".
وكان الهدف من ذلك تبسيط علامات الوقف والحركات وأحكام التجويد لتسهيل القراءة, وهو بالرسم العثماني بقراءة حفص عن عاصم.

0 comments:

إرسال تعليق