الأحد، نوفمبر 01، 2009

إندونيسيا: ازدواجية غربية في تغطية أخبار المسلمين

جاكرتا - اتهم الرئيس الإندونيسي "سوسيلو بامبانج يودويونو" الإعلام الغربي بازدواجية المعايير في تغطية أخبار المسلمين، مؤكدا في الوقت نفسه على جهل الإعلام الغربي في الغالب بقضايا المسلمين ذات الحساسية الدينية.

ونقلت رويترز السبت 2-9-2006 عن يودويونو قوله: "لو أن هجمات أسفرت عن مقتل عدد من غير المسلمين نجد على الفور وسائل الإعلام الغربية تبالغ في الخبر وتكثف من تغطيتها له ولكننا لا نجد الحالة نفسها عندما يقتل المسلمون في فلسطين والعراق ولبنان".

واعتبر يودويونو أن "المسلمين ليسوا في حاجة لتعامل خاص من وسائل الإعلام الغربية، ولكنهم يحتاجون إلى أن يعاملوا باحترام بنفس الطريقة التي يعامل بها أتباع الديانات الأخرى".

كما أكد الرئيس الإندونيسي على أن الإعلام الغربي كان في أغلب الأحيان جاهلا بقضايا المسلمين الحساسة، وذكر هنا بنشر صحيفة "يولاندز بوستن" الدانماركية في سبتمبر الماضي لرسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم والتي نقلتها أيضا العديد من الصحف الغربية.

وأضاف: "نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة أدهشنا جميعا.. والأكثر من ذلك أن عددا من الصحفيين الغربيين قالوا إنهم لم يكونوا يعرفون أن هذا محرم لدى المسلمين".

وكان الرئيس الإندونيسي قد طالب في يونيو الماضي بأن يبذل المسلمون كل ما لديهم لمكافحة موجة الخوف من الإسلام أو "الإسلاموفوبيا"، مؤكدا أن إحدى الوسائل تتمثل في التحاور مع غير المسلمين وإخبارهم "بأن رغبتنا في أن يفهمونا تحتل نفس الأهمية التي يحتلها الإصغاء إلى ما يريدوننا أن نفهمه".

يشار إلى أن بعض الوسائل الإعلامية لم تتراجع عن الاعتراف بعدم توازنها في تغطية القضايا المتعلقة بالمسلمين ومنها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) التي أعلنت في مايو الماضي أن تغطيتها للصراع الإسرائيلي الفلسطيني "غير متوازنة، وغير مكتملة ومضللة" واعترفت بنقص التقارير التي توردها عن الصعوبات التي يعانيها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي.

وفي نهاية شهر أغسطس الماضي اتهم عدد من قادة الأقلية المسلمة في بريطانيا الصحف البريطانية ذات التوجه اليميني بتشويه صورة المسلمين. وقال عنايات بانجالاوالا، المتحدث باسم المجلس الإسلامي في بريطانيا: إن هذه الصحف تصور المسلمين على أنهم "يريدون قتل المسيحيين، ولا يرغبون في الاندماج ويرغبون في فرض الشريعة الإسلامية في بريطانيا".

ومنذ هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة يواجه المسلمون في أعقاب كل عملية إرهابية في الغرب هجوما إعلاميا غربيا شرسا، كما تتزايد الهجمات العنصرية ضدهم داخل المجتمعات التي يعيشون بها وهو ما حدث في أسبانيا عقب تفجيرات 11 مارس 2004 وفى أعقاب اعتداءات لندن في يوليو 2005.

وخرجت عدة مبادرات إسلامية وغربية أيضا لتواجه تحيز بعض وسائل الإعلام الغربية ضد المسلمين وجهل العديد منها بقضاياهم. ففي 27 يونيو الماضى أطلقت حركة عدم الانحياز (نام) خدماتها الإخبارية لمواجهة ضعف وتضليل التقارير الغربية كما اقترحت ماليزيا تأسيس مركز صحفي إسلامي دولي لمواجهة ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وتعريف الصحفيين غير المسلمين بالإسلام والمسلمين.

كما رفع "مركز رصد التفرقة العنصرية" الحقوقي الهولندي دعوى قضائية في إبريل 2006 ضد سلسلة مواقع إلكترونية يمينية متطرفة بسبب ما نشرته من مواد عنصرية تحرض على حرق المساجد والمدارس الإسلامية، وهي المواد التي أثارت انتقادات داخل الأوساط السياسية للحكومة بسبب تقصيرها في التعامل مع تلك المواقع.

وفي فرنسا تقدم نائب برلماني عن حزب "التجمع من أجل الحركة الشعبية" الحاكم بفرنسا إلى الجمعية الوطنية الفرنسية (البرلمان) في مارس الماضي بمشروع لتعديل مادة في قانون الصحافة الفرنسي، بحيث تنص على تجريم تجريح الأديان عن طريق الرسوم وغيرها في أعقاب مطالب متزايدة لمسلمي فرنسا بسن قانون للتصدي لظاهرة "الإسلاموفوبيا".

وفي ألمانيا اتهم قادة الأقلية المسلمة وسائل الإعلام بتجاهل الوجه السلمي للمسلمين منذ وقوع تفجيرات مدريد في مارس 2003.

كما انتقد الأكاديمي الأمريكي ستيفن شوارتز وسائل الإعلام الغربية لفشلها في مواجهة التحدي في تقديم تغطية عن الإسلام بعد هجمات 11 سبتمبر.

مصدر: وكالات - إسلام أون لاين.نت

0 comments:

إرسال تعليق